م/ التوتر بين المؤسسة الأمنية والعسكرية وبعض فصائل الحشد الشعبي

517 Views

بسم الله الرحمن الرحيم

ظهر التوتر بين المؤسسة الأمنية والعسكرية العراقية واكثر فصائل الحشد الشعبي يعد تشكيل الحشد وخاصة بعد تحديد المناطق السنية المحتلة من تنظيم داعش الارهابي، وقد كان لقاسم سليماني الأثر الأكبر حيث كان السبب الاساسي في دعم وتقوية الحشد وخاصة الفصائل الولائية لإيران ودعمه الامحدود لهم حيث بات واضحاً إنَ الكثير من هذه الفصائل الولائية اخذت تتصرف بطريقة توحي بمقدار ما تستند إليه من قوة تفوق تواجدها في العراق وعملت خلال الفترة الماضية على إضعاف الحكومات المتعاقبة، ومن اسباب التوتر والذي ظهر واضحاً هو رغبة وطموح فصائل الحشد بالسيطرة على العديد من المؤسسات والوزارات في الدولة وهو الأمر الطبيعي لأي قوة تظهر على السطح بالحجم الذي ظهرت فيه مؤسسة الحشد.

ولا بد من الاشارة إلى ان من اسباب التوتر بين المؤسسة الأمنية وفصائل الحشد هو عدم اكتراث هذه الفصائل للمؤسسة العسكرية والأمنية وبكافة الاتجاهات مثبتين رغبتهم وطموحهم بتهميش دور المؤسسة الأمنية والعمل على اهانتها والتقليل من قدرها الأمر الذي تتحمل المؤسسة الامنية نفسها جزء كبير من حدوثه.

كذلك فأن احد اهم اسباب التوتر وبدون شك هو التوجه الإيراني بقيادة الحرس الثوري واجهزة مخابراته لضرب وتقليل هيبة المؤسسة الأمنية والعسكرية واستغلال نقاط الضعف والتهديد المباشر لعدد غير قليل من قادتها الأمر الذي انعكس سلبياً على العلاقة وزاد من التوتر بين المؤسسة الأمنية والعديد من فصائل الحشد.

من المهم هنا ان نذكر ان كثير من عناصر الاحزاب السياسية وفي مواقع مهمة في الجهات الأمنية والعسكرية وبسبب توجهاتهم غير الوطنية وعدم الاكتراث لمصلحة الوطن والمواطن الأمر الذي ادى إلى تزعزع ثقة المواطن بهذه المؤسسة وبالأخص ما رأيناه من عمليات قمع وتعدي على المتظاهرين
واعتقال للشباب المطالب بأبسط حقوقه الأمر الذي اوجد انقسام في المؤسسة العسكرية والامنية بين مؤيد لما يحدث من اغتيالات واعتداءات على المتظاهرين وبين معارض يعتبر ان ما يحدث هو انحراف وتسقيط لهذه المؤسسة.

نشير إلى ان من اسباب التوتر هو ضعف الحكومات المتعاقبة وعدم قدراتها على ردع والسيطرة على التجاوزات الواضحة لهذه الفصائل واهانتها لمراجع الحكومة والدولة من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة.

ان هذه الفصائل خاصة التي تدين بالولاء لإيران والأحزاب السياسية تحاول جر البلد الى صراع حقيقي لا تحمد عقباه.

كان من نتائج هذه الاعتداءات والتوتر ظهور حالة من الدعم الدولي والعربي لحكومة الكاظمي وخاصة الازمة الاخيرة الأمر الذي لن يثمر بالشكل المطلوب وكما تعودنا سابقاً!!

في الحقيقة فأن من اهم اسباب ما يحدث في البلد اليوم هو الادارة الفاشلة للحكومات المتعاقبة على مدى عقدين من الزمن مدعومة بأحزابها السياسية الفاسدة التي اوصلت البلد إلى حال من التهديد الوجودي الفعلي .

 

*يمنع منعاً باتاً استخدام المعلومات والنصوص الخاصه والواردة في هذا الموقع الا بأذن مسبق من ادارة المركز

لا تعليق

معلومات الإتصال

[email protected]

راسلنا

    مركز ذو الفقار للدراسات و الابحاث الاستراتيجية و حقوق الإنسان .... و هو مؤسسة خاصة بحثية مستقلة تعنى بالشأن العام في العراق وتأثيرات محيطه الاقليمي والدولي عليه.