الإرهاب والسنة في العراق …..!

732 Views

– لايخفى على القارئ الكريم ان العراق بلد ذو تعدد طائفي وديني وقومي منذ قديم الزمن وان من الطبيعي ان تحدث بعض المشاكل هنا وهناكنظراً لهذا التعدد والظروف الاجتماعيه والعادات والتقاليد المتبعه ولكن لم تكن عليها صبغه دينية او طائفية او قوميه ….

– بعد سنة ١٩٩١ وانسحاب القوات العراقيه من الكويت وخروج محافظات الجنوب ومحافظات الشمال(مناطق الاكراد) عن سيطرة الحكومة في بغداد ومن بعدها اعادة بسط سيطرة الحكومة في بغداد على جميع المحافظات مع اتفاق مع الاكراد على تفعيل الحكم الذاتي وخروجهم عن سيطرة الحكومة في بغداد اتجه النظام الحاكم في وقتها لتطبيق ما يسمى الحملة الإيمانية بهدف تخفيف الاحتقان الشعبي ضد الحكومة بسبب الخسائر الكبيره بعد الانسحاب من الكويت و الاحباط الذي لحق بالشعب بسبب فرض الحصار ، وقد تم التركيز على تعاليم الدين الإسلامي في جميع المراحل الدراسية … بالإضافه إلى المسؤولين واعضاء حزب البعث العراقي وتم منع تقديم المشروبات الروحيه في جميع المرافق السياحية في الدولة ، ومع ذلك بقى اغلب الناس على طبيعتهم الا بعض البوادر على تشكيل نواة للفكر السلفي و الحزب الاسلامي في العراق و الذي يعتبر جناح للاخوان المسلمين …. و بعض الحركات الصوفيه المدعومة من نائب الرئيس عزة الدوري ….
– عام ٢٠٠٢ بدأت تظهر بوادر للحرب على العراق بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا فتطوع كثير من المقاتلين العرب للقتال في العراق وبعظهم من كانت له خبره قتاليه في افغانستان اثناء الاحتلال السوفيتي ومنهم من قاتل في افغانستان بعد احداث سبتمبر ٢٠٠١ فقامت الحكومة بإنشاء معسكرات لاستقبالهم في مناطق حزام بغداد وشارك المتطوعون العرب في معارك مهمه خلال الحرب وقدموا الكثير من القتلى فبعد انتهاء الحرب بدأت موجات المقاتلين تتدفق للعراق من كل حد وصوب وانظم لهم جزء من ابناء العرب السنة ذو الفكر المنحرف او من اصحاب السمعة السيئة او من يشترى بحفنة قليله من المال ، و تأسست بعض الفصائل ذات الفكر التكفيري وفي مقدمتهم تنظيم القاعده الذي فتك بمناطق العرب السنة وتلقى هذا التنظيم الدعم المالي واللوجستي من دولة اقليمية ونفذ اجندات رسمت بدقة للامعان في تدمير النسيج العراقي قبل تدمير البلد وبدأ فصل مظلم في تاريخ العرق وهو الاقتتال الطائفي والقتل على الهويه على يد تنظيم القاعده من جه ومليشيات تختبئ بالعبائة الشيعيه وهي منهم براء إلى ان تم القضاء على هذا التنظيم من قبل القوات الأمريكيه والجيش العراقي ومجالس الصحوة المكون من ابناء العرب السنة وخسر معظم قياداته المهمه وعلى راسهم ابومصعب الزرقاوي وهرب فلول هذا التنظيم إلى صحراء الأنبار وجبال حمرين وبقي الحال مستقر نوعاً ما مع وجود السيارات المفخخه والانتحارين والعبوات الناسفه هنا وهناك …
– عام ٢٠١٤ بدأ حراك سني سلمي يطالب الحكومة المركزية ببعض النقاط ومنها الخدمية والأمنية وإيقاف الاعتقالات العشوائية بحق ابناءهم وسرعان ماتحولت إلى خيم اعتصام في اغلب مناطق السنة في العراق ومولت هذه الاعتصامات من قبل دول معينه بالمال والاعلام وبعد تصعيد من قبل الطرفين تزايدات الاعمال القتاليه والأرهابيه ضد الحكومه وسرعان ماخرجت عدة محافظات سنيه عن سيطرة الحكومه والجيش العراقي وسيطر عليها تنظيم الدوله الإسلامية (داعش) وفصائل عراقية اخرى وسرعان ماقامت به داعش من تصفيه جسديه لاغلب قيادات الفصائل الاخرى واقصائهم من الساحة وذلك لعدم تطابق الأفكار والأهداف والمصالح وقامت داعش بمجازر يندى لها الجبين بحق جنود الجيش العراقي الذين تركوا من قبل قادتهم الذين هربوا يواجهون مصيرهم المحتوم وهنا بدأ منحنا جديد وخطر جداً في تاريخ العراق وليس السنة فقط ، فقد دخل البلد في اقصى حالة من التعبئة العسكرية وتم انشاء الحشد الشعبي من قبل المرجعيه الدينيه في النجف بفتوى الجهاد الكفائي ليسد الفراغ الذي نتج عن انهيار قطعات كبيره من الجيش العراقي والتي اصبحت جميع معداتهم العسكرية بيد داعش وتم الاعلان عن إقامة الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وتشكل حلف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على داعش وشهدت مناطق السنة معارك طاحنه ادت إلى تدمير البنى التحتيه ومناطق كبيرة بشكل كامل ناهيك عن الخسائر الكبيرة بين صفوف المدنيين وموجة نزوح كبيرة منها إلى بغداد وإلى مخيمات اللاجئين ، وواضحت الحالة الإنسانية لهم يندى لها الجبين …
ويجدر التنويه إلى ان وضع عددكبير من هؤلاء النازحين مزري جداً ليومنا هذا وبعد اكثر من ثلاث سنين من القتال تم طرد التنظيم من جميع المناطق المهمه التي سيطر عليها وانسحب إلى الصحراء وبعض المناطق الجبلية كعادته سابقاً لصعوبة استهدافه فيها …
ويبقى السؤال المطروح هل سينبثق من بقايا هذا التنظيم تنظيم جديد اشد فتكا وتنظيماً وتخطيطاً من السابق؟ ومامصير المهجرين والنازحين الذين لم يتمكنوا من العودة لمناطقهم لعدة اسباب؟ الا تعي القوى الدولية والمحلية خطورة نتائج هذا الحال في المستقبل القريب؟ ام هي جزء من المخطط لتقسيم العراق والقضاء عليه ….
*يمنع منعاً باتاً استخدام المعلومات والنصوص الخاصه والواردة في هذا الموقع الا بأذن مسبق من ادارة المركز

لا تعليق

معلومات الإتصال

[email protected]

راسلنا

    مركز ذو الفقار للدراسات و الابحاث الاستراتيجية و حقوق الإنسان .... و هو مؤسسة خاصة بحثية مستقلة تعنى بالشأن العام في العراق وتأثيرات محيطه الاقليمي والدولي عليه.