كما سبق و اسلفنا في الدراسة السابقة عن الصيغة الرئيسية لقانون قيصر والمحاور الأساسية لهذا القانون فأننا سنتطرق في هذه الدراسة للارتباط الذي من الممكن ان يتضمنه القانون وإمكانية تطبيقه في العراق وشموله لكيانات عراقية مشاركة في الصراع السوري.
وفقاً لنص القانون فأن كل من يقدم الدعم على جميع المستويات للحكومة السورية فأنه معرض للشمول بقانون قيصر وفي حالة هذا القانون فأنه اكثر تأثيرا في حال تطبيقه بشكل كامل من اي قانون تم إصداره ضمن مجلس الأمن من حيث سرعة التطبيق والنتائج المرجوة ، على الأرض فأن الفصائل المسلحة الداعمة للحكومة السورية لن تتأثر بالقانون او بمعنى ادق لن تغادر الأراضي السورية لكن سيأمن القانون الضمانات اللازمة لعدم وجود اي تدخل جديد.
ووفق المراقبين لهذا الشأن فأن الفصائل العراقية المشاركة في الصراع على الأرض هي بالأصل قامت بخرق للسيادة والقانون العراقيين مما يجعلها معرضة للمساءلة في الداخل العراقي في حالة استطاعت الدولة فرض جزء من هيبتها وعلى الصعيد الآخر فأنه يعفي الحكومة العراقية من المسؤولية امام المجتمع الدولي كون الفصائل المشاركة هي خارج نطاق الدولة.
اما في الوقت الحالي فأن كل من ايران والعراق وسوريا ولبنان في ترقب لمصير العقوبات القادمة من امريكا سواءً عن طريق “قانون قيصر” أم عبر التقرير الذي رفعته لجنة شؤون الأمن في الحزب الجمهوري الأميركي وتوصياتها لحماية الولايات المتحدة، وقد خصصت قسماً كبيراً منه لمواجهة التهديدات الإيرانية ومعاقبة الفصائل المولية لها سواء في العراق , سوريا أو لبنان.
وفيما يتعلق بالعراق تحديدا فان تقرير لجنة الدراسات التابعة للحزب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي شمل عدة فصائل موالية لإيران واعتبرها اذرع لتمثيل اجندات الحرس الثوري الايراني في المنطقة ومن الأمثلة على هذه الفصائل منظمة بدر التي يتزعمها هادي العامري، و كتائب الإمام علي، وسرايا الخراساني، وكتائب سيد الشهداء، ولواء أبو الفضل العباس، وحركة الأوفياء، وحركة جند الإسلام، وسرايا عاشوراء.
من الجدير بالذكر ان هذه الفصائل واخرى موالية لها وقعت بيان في ابريل 2020 يتعهد بمواجهة الولايات المتحدة الامر الذي جعل جميع هذه الفصائل تحت المجهر بالنسبة للحكومة الأمريكية.
يبقى السؤال هنا في حالة تطبيق قانون قيصر بالشكل الفعلي ماذا ستكون نتائجه على العراق وهل سيؤدي لنشوب صدام بين الفصائل المسلحة واجهزة الدولة ؟؟
*يمنع منعاً باتاً استخدام المعلومات والنصوص الخاصه والواردة في هذا الموقع الا بأذن مسبق من ادارة المركز