افغانستان(ارض الافغان) الجزء الثاني:

471 Views

سنتناول في هذا الجزء من الدراسه اثار الغزو السوفيتي لافغانستان على الاتحاد السوفيتي من حيث الاثار السياسيه والعسكريه والاقتصاديه والاجتماعيه.

١- السياسية : تعرض النظام السياسي لضغوط كبيرة خارجية وداخلية معارضه للحرب التي فشلت القيادة السياسية في اقناع الشعب بجدواها ناهيك عن المجتمع الدولي الرافض اصلا للحرب ونتائج هذه الحرب ادت إلى دق المسمار الاخير في النظام السياسي ومن ثم تفكك الاتحاد السوفيتي وتحول العالم إلى نظام القطب الواحد.

٢- العسكرية : خاض الجيش الاحمر وترسانته العسكرية معارك شرسة في تضاريس مختلفة وصعبه ناهيك عن المساحات الشاسعة ضد المقاتلين الافغان الذين استماتوا بالدفاع عن ارضهم رغم عدم امتلاكهم الا اسلحة خفيفه ومتوسطة وجائهم الدعم من المعسكر الغربي وعلى راسهم الولايات المتحدة الامريكية وايصال صواريخ محموله على الكتف نوع ستينغر مضادة للطائرات وشحنات الاسلحة الصينية المشتراه من قبل دول الخليج العربي والتي اوقعت خسائر كبيره بالقوات السوفيتيه مما ادى إلى مشاكل للجيش السوفيتي ليس فقط من حيث الخسائر المادية والبشرية وايضا من حيث العقيدة العسكرية للمقاتل السوفيتي ونظرة الناس اليهم.

٣-الاقتصادية : اتت تكلفة الحرب مرتفعه بالنسبه لامكانيات الاتحاد السوفيتي اذ بلغت ٧٠،٥ مليار دولار خلال مدة عشرة اعوام وهي عمر الاحتلال فاصبح الاتحاد السوفيتي وهو اكبر منتجي الطاقه والوقود والصلب والحنطة في العالم يعاني من نقص كبير واتجه لاستيراد الكثير من حاجته من السوق العالميه مقابلا بعقوبات امريكيه ودوليه لاجباره على ايقاف الحرب والانسحاب من افغانستان كل ماسبق اثر بشكل كبير على الظروف المعيشيه للمواطن وادى إلى ترديها.

٤- الاجتماعية : من الاخطاء الجسيمة للقياده السياسية والعسكرية السوفيتية هي ارسال القوات إلى افغانستان بينهم جنود سوفيت مسلمون من الجمهوريات الاسلاميه كـ طاجكستان واوزباكستان وتركمانستان فحدثت حالات فرار لهؤلاء الجنود وانظمامهم للقتال مع الجانب الافغاني ناهيك عن تاثر البعض بالاسلام واعتناقه الدين الاسلامي اضافه إلى مصدر القلق للقياده السياسيه من مواطني هؤلاء الجمهوريات للشعور المتنامي لعدم توافق الاسلام مع الشيوعيه خلافا لما يروج له النظام الشيوعي في موسكو والانظمة المواليه له.

وجاء الانسحاب السوفيتي حاملا معه مقاتلين مثقلين بصراع نفسي بين الحق والباطل وماتركوه خلفهم من جرائم مروعه بحق الشعب الافغاني الذي لم يكن له ذنب سوى الدفاع عن ارضه.

يتبع …

 

*يمنع منعاً باتاً استخدام المعلومات والنصوص الخاصه والواردة في هذا الموقع الا بأذن مسبق من ادارة المركز

 

 

لا تعليق

معلومات الإتصال

[email protected]

راسلنا

    مركز ذو الفقار للدراسات و الابحاث الاستراتيجية و حقوق الإنسان .... و هو مؤسسة خاصة بحثية مستقلة تعنى بالشأن العام في العراق وتأثيرات محيطه الاقليمي والدولي عليه.