محافظة ذي قار تقع في جنوب العراق ومركزها مدينة الناصريه وقد عانت هذه المحافظة من تردي الخدمات وإهمال تطوير البنيه التحتيه مثلها مثل جميع محافظات العراق دون استثناء وافتقرت لوجود مشاريع تنمويه تنهض بواقع هذه المحافظة و التي يبلغ عدد سكانها ٢ مليون و اربعين الف حسب تعداد ٢٠١٨
يتكون مجلس محافظة ذي قار من ٣١ عضو تمثل الكتل السياسيه في المحافظة مقسمة على لجان يشترك فيها جميع الاعضاء وتدير هذه اللجان الميزانية السنوية للمحافظة والتي تخصص من الموازنه العامه للدوله .
وذلك بسبب ما وصل اليه الحال من تردي وانعدام للخدمات الرئيسية ناهيك عن اعداد البطاله بين الشباب.
ولم تخلو المظاهرات في المحافظة من محاولة تسيس قوية من اجل توجيه بوصلتها وفق اجندات معينة تصب في مصلحة التيارات السياسية في المحافظه للسيطره على منصب المحافظ ، والسيطره على موازنة المحافظة واشتد الصراع بين التيارات خاصة مع الميزانيه الاضخم في تاريخ المحافظة لعام ٢٠٢١ والتي تبلغ ترليون و ثلاثمائة مليار دينار عراقي، بينما بلغ مجموع الميزانيات السنويه للمحافظة من ٢٠٠٤ الى يومنا هذا مايزيد عن اربع ترليونات ونصف دينار عراقي لم يلمس المواطن الذي قاري اي أثر لها لا على مستوى الخدمات ولا الصحة ولا التعليم فضلا عن توفير فرص عمل لطاقات شبابها المهدورة.
بالتأكيد وبعد مرور اكثر من عامين على الحراك الذي تشهده المحافظة فأن الشباب فيها سطروا اروع الأمثلة للعالم اجمع من حيث السلمية والمطالبة بأبسط الحقوق التي يجب ان تتوفر لكل مواطن لم تكن شعاراتهم في هذا الحراك حزب بعينه او حركة بعينها كان وما يزال مطلبهم هو الحصول على الحياة الكريمة و المواطنة المستحقة.
تنصب الجهود اليوم في محاولة اختيار محافظ متفق عليه ومقبول لدى الثوار ولحد الان لم يحصل اتفاق على شخص لمحاولة الكتل السياسية بالمحافظة من السيطرة في الباطن على هذا المنصب لتحقيق مكاسب انتخابيه من خلال هذه الميزانيه الضخمه وتحقيق مكاسب ماديه .وفي هذا الاطار نبقى عاجزين عن تغيير الواقع السيئ الذي نعيشه سواء في ذي قار او اي محافظة او مدينه عراقيه اخرى ولايمكن اغفال بعض الامور الدخيله والجديده على المشهد العراقي عموما وعلى ذي قار خصوصا وهو وجود متعهدين مظاهرات يقوم طرف او جهة ما بالاتفاق معهم على عدد المتظاهرين والمركبات(التكتك) للخروج في مظاهرة معينة ويصل الاتفاق الى حد المصادمة مع القوات الامنيه وكل شي بثمن، كل مانمر به اليوم في عموم محافظات البلد هو نتيجة حتمية بسبب اداة سيئة لحكومات متعاقبة منذ تأسيس الملكية في العراق والى يومنا هذا.
ويبقى السؤال مطروحا الى متى يستمر نزيف الدم العراقي من غير جدوى وتسرق وتهدر ثرواته الطبيعيه وتدمر الصناعه وتخرب الزراعه في ظل صمت اغلبية الشباب وذلك لعدم وعيهم بحجم الكارثه المقبله في البلاد.!!!!
*يمنع منعاً باتاً استخدام المعلومات والنصوص الخاصه والواردة في هذا الموقع الا بأذن مسبق من ادارة المركز