بغداد، عاصمة الرشيد ومدينة السلام، بناها العباسيون عاصمة لملكهم، وهي اليوم عاصمة العراق وكبرى مدنه وهي ثانية أكبر المدن العربية ورابع أكثر العواصم الإسلامية سكاناً، غزاها المغول والصفويون والإنجليز والأميركيون.
الموقع: تقع مدينة بغداد وسط العراق على نهر دجلة، وتتوسط مدن العراق الرئيسية شمالا وجنوبا.
وتبلغ مساحتها نحو 660 كيلومترا مربعا، ويقسمها نهر دجلة إلى جزأين، “الكرخ” في الجزء الغربي و”الرصافة” في الجزء الشرقي.
وتكمن أهمية موقع بغداد في توفر المياه وقلة أخطار الفيضانات، مما أدى تاريخيا إلى اتساع رقعتها وزيادة نفوذها، إلى جانب سهولة اتصال قسمي النهر فيها بالجسور التي تربط الكرخ بالرصافة، كما تعد حلقة وصل بين تركيا وسوريا والهند وجنوب شرق آسيا.
ولعل هذه كانت مقدمة بسيطة عن تاريخ المدينة لا تخفى على ابناء العراق، وأما محور حديثنا اليوم هو بغداد ما بعد 9/ ابريل/2003.
على مر العصور تعرضت بغداد للغزو والهجمات المختلفة ولعل اهم الأسباب لذلك هو موقعها الفريد من نوعه وما تقدمه السيطرة على هذه المدينة من نفوذ يتعدى العراق بل ويمتد للمنطقة بشكل عام .
تعرضت بغداد في هذا التاريخ للسقوط بيد القوات الأمريكية وإسقاط النظام الحاكم آنذاك والتهيئة لنظام حكم توسم فيه الناس خيراً في ذلك الوقت ولعلنا نقول هنا توسم فيه جزء من الناس خيراً في ذلك الوقت والسبب هو ما مر به البلد من حروب متتالية وحصار شديد دام ١٣ عشر عام ولكن….
بغداد المدينة التي طالما ارتبط اسمها بالعلماء ، الأدباء والمفكرين عزيزي القارئ اصبحت أسوأ مدينة للعيش في العالم وحسب تصنيف العديد من مراكز الدراسات المعنية بهذا الأمر بل ومستمرة بهذا للسنة العاشرة على التوالي والامر واضح وجلي لايحتاج من يؤكد صحته.
عانت بغداد ولاتزال في ضل وجود الاحزاب السياسية في السلطة ومن الأمثلة على ذلك :
١- الطائفية
بغداد والتي لم يعرف اهلها يوماً اختلاف ديني فضلا عن اختلاف مذهبي عزيزي القارئ عاشت بسبب المتواجدين في السلطة حالة من الاقتتال الطائي تكاد ترقى الى مستوى الحروب الأهلية ، ففي العام 2006 استيقضت بغداد على وقع طبول حرب أهلية والتي لولا التلاحم والوعي عند الشباب العراقي تحديدا لكان الحال اليوم مخيف،
تمثلت الأحداث بعمليات خطف وقتل على الهوية ، وعمليات تهجير وتغيير ديمغرافي ، استهداف للاسواق والمناطق المزدحمة سكانياً، ونشبت المعارك في مختلف ارجاء العاصمة وعلى مرأى ومسمع من الحكومة بل ودعم للمجاميع المسلحة بشكل مباشر وغير مباشر والأدلة على ذلك كثيرة لاتخفى على احد ، ذهب نتيجة هذا الصراع ونتيجة التغذية المستمرة له من قبل الأحزاب السياسية مجتمعة بدون استثناء العديد من ابناء البلد وكادت بل واصبحت بغداد مدينة منكوبة لايخلو شارع فيها من خيمة عزاء،
٢- الواقع الخدمي
في مدينة تعد احد اقدم وأعرق المدن على مستوى العالم وعاصمة لبدل يطفو على بحر من النفط يعد حقيقة من المشين التحدث عن الخدمات ولكن. ..
ما خلفته الاحزاب السياسية حقيقةً هو واقع خدمي مخزي في بغداد، بالطبع القائمة طويلة :
– الكهرباء : المعضلة العظيمة في العراق بشكل عام وبطبيعة الحال في بغداد “العاصمة” عزي القارئ تشير تقارير عدة ان “المعلن ” من المبالغ التي تم انفاقها على الكهرباء في البلد بين عامي 2006- 2017 اي على مدى 11 عاما تقدر ب 29 مليار دولار امريكي. هذا الرقم يشكل ميزانية اربع دول مجاورة ، نعم هذا المبلغ وأكرر هنا المعلن عنه هو ما انفقته الحكومة على الكهرباء ، نعود لمحور حديثنا بغداد والتي تعاني من نقص حاد في التيار الكهربائي ، حقيقة ونحن في العام 2021 وفي بلد من المفترض انه يملك إمكانيات هائلة من المخزي حقاً التحدث عن الكهرباء .
-الصحة: واقع الأمر ان المستشفيات والقطاع الصحي في بغداد يعاني منذ ١٧ عاما . أموال هائلة انفقت لبناء عشرين مستشفى كبيرة الحجم لم ينفذ منها سوى ٤ وهذا بحسب برلماني عراقي،
تعاني المستشفيات الموجودة حاليا من فقدان للسيطرة النوعية فقدان لقابلية تقديم الرعاية اللازمة وإضافة لذلك من إكتضاض مهول بسبب زيادة الأعداد وقلة المستشفيات وشاهد الجميع ما حدث ويحدث حاليا بسبب فايروس كورونا في المستشفيات وخصوصا العاصمة بغداد.
العشوائيات
حسب احصاءات جديدة من قبل مراكز تابعة للأمم المتحدة فأن 10% من سكان العراق يسكنون العشوائيات ولبغداد نسبة كبيرة من هذا المجموع، بغداد وحسب وزارة التخطيط يوجد فيها 1000 منطقة عشوائية مكتضة بالسكان يعانون سكانها من الافتقار لأدنى مستوى من الخدمات ومن تردي معيشي مخيف .
وهنا قد يقول البعض ان ماسبق ذكره امر معروف ليس بالجديد وهذا واقع حال لكن هل من الممكن ان يبقى الأمر معروفاً دون ان نرى بذرة واحدة للتغير ؟؟؟؟
القائمة حقيقة تطول لعل هذه تعد أبرز الأمور التي استطعنا التطرق لها اليوم ونعلم يقيناً أنها لاتخفى على أبناء بغداد على وجه الخصوص والعراق عموماً، عسى ولعل اننا حين نتذكر هذا الكلام نعلم يقيناً السبب الذي دفع الشباب العراقي للخروج والنوم في الشوارع بحثاً عن “الوطن”……
*يمنع منعاً باتاً استخدام المعلومات والنصوص الخاصه والواردة في هذا الموقع الا بأذن مسبق من ادارة المركز