التعليم في العراق من القمة إلى الحضيض …!

942 Views

التعليم هو المحرك الأساسي والحقيقي وبذرة النور التي ان وجدت في مجتمع ما بشكل حقيقي ارتقت به إلى ذروة التطور والنجاح ، فبدون التعليم يصبح المجتمع ضعيف وهش ولا يقف على اساس او طلب ففي التعليم خدمة للمجتمع والبلاد التي نعيش فيها ،فقوة أي مجتمع تكمن في افراده المتعلمين والعلماء وتزيد قوة قدرات المجتمع كلما قلة نسبة الجهل فيها.

وأما بالنسبة للعراق فالامر بات معكوساً للأسف ففي الوقت الذي تتنافس فيه دول العالم بمختلف توجهاتها بتطوير التعليم والارتقاء به لأعلى المستويات شهد هذا القطاع المهم في العراق وعلى مدى عقدين والنصف تراجعاً وتدهوراً ملحوظ وذلك بسبب ما مر به البلد من حروب وصراعات توالت لفترات طويلة.

تاريخ التعليم في العراق: انشئ نظام التعليم في العراق في عام 1921، وشمل كل المسارات العامة والخاصة.

وفي ١٩٦٠ كانت كتب الدراسة توزع مجاناً لطلبة الابتدائية، وتوزع مجاناً 60% من كتب الدراسة الثانوية للطلبة الفقراء، وتباع الكتب لغيرهم بسعر التكلفة وفي اوائل السبعينات، أصبح التعليم عاماً ومجانياً على جميع المستويات وإلزامياً في المرحلة الابتدائية.

التعليم في العراق تنظمه وزارتين:

وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي MOHSR ، حيث أن وزارة التربية والتعليم هي المسؤولة عن تعليم الروضة والتعليم الابتدائي والثانوي والمهني، في حين أن وزارة التعليم العالي هي المسؤوله عن التعليم العالي ومراكز البحوث.

* السنوات الذهبية :- 1970 – 1984 *

كان نظام التعليم في العراق واحد من أفضل النظم في المنطقة خلال هذه الفترة من الزمن [7]، وأشيد به من قبل منظمات وانظمه ، بحلول عام 1984، تحققت إنجازات كبيرة،

والتي تشمل ولكنها لا تقتصر على :-

• ارتفاع معدلات الالتحاق الإجمالية أكثر من 100 ٪

• المساواة بين الجنسين في معدلات الالتحاق الكامل تقريباً

• انخفضت نسبة الأمية بين الفئة العمرية 15-45 إلى أقل من 10 ٪

• بلغ الإنفاق في مجال التعليم 6 ٪ من الناتج الاجمالي القومي و20 ٪ من ميزانية الحكومة العراقية مجموع

• وكان متوسط الإنفاق الحكومي على التعليم للطالب الواحد 620 $

وأما بالنسبة للفترة من عام ١٩٨٤-١٩٨٩: شهد النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي ١٩٨٠ انخفاض الإنفاق على التعليم الناجمة عن الحرب مع إيران، الأمر الذي أدى بدوره إلى تحويل الكثير من الموارد العامة تجاه الإنفاق العسكري ، بطبيعة الحال، أدى ذلك إلى انخفاض حاد في الإنفاق الاجتماعي العام مع هذا، عانت ميزانية التعليم من عجز، والذي استمر في النمو مع مرور السنين، وذلك لما مر به البلد من تبعات ادت اليها الحروب المستمرة.

علاوة على ذلك، فإن 1990 الناجمة عن حرب الخليج الأولى والعقوبات الاقتصادية التي استمرت لمدة 13 سنة تسببت في إضعاف المؤسسات التعليمية في العراق ، بعض من نتائج الحصار الاقتصادي لإضعاف النظام شملت على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

• حصة التعليم في الناتج القومي الاجمالي انخفضت إلى النصف تقريبا، ويستريح عند 3.3 ٪ في عام 2003

• كما انخفض الدخل الإجمالي، حيث انخفضت الموارد المخصصة للتعليم

• انخفضت حصة التعليم لتصل إلى 8 ٪ فقط من مجموع ميزانية الحكومة

• انخفض الإنفاق الحكومي على تعليم الطالب الواحد من 620 $ في “السنوات الذهبية” إلى 47 دولارا انخفضت رواتب المعلمين

• كان النظام التعليمي في العراق هو المتفق عليه عموماً على أنه قبل عام 1990،كان واحد من أفضل النظم في المنطقة ولكن الوضع بدأ يتدهور بسرعة بسبب عدة حروب والعقوبات الاقتصادية التي فرضت على العراق ، وعلى الرغم من توفير الأساسيات من خلال برنامج النفط مقابل الغذاء… إلا ان وضع التعليم والمنظومة التعليمية استمر بالمعاناة طوال تلك الفترة.

وإما بالنسبة لشمال العراق لم يعان بقدر كبير مثل باقي العراق بسبب برامج إعادة التأهيل وإعادة الإعمار المنظمة من خلال الأمم المتحدة وعدة وكالات.

منذ 2003 ظهرت المشاكل الرئيسية التي تعيق النظام، وتشمل :

نقص الموارد، وتسييس النظام التربوي، والهجرة والتشرد الداخلي من المعلمين والطلاب، والتهديدات الأمنية، والفساد، والأمية على نطاق واسع مقارنة مع قبل، حيث أن نسبه الأميه 39 ٪ لسكان الريف، تقريباً 22 ٪ من السكان البالغين في العراق لم يلتحقوا بالمدرسة، و9 ٪ من المدارس الثانوية وكذلك انخفضت نسبة المساواة بالتعليم بين الجنسين.

فقدان الإستراتيجية ويرى كثيرون أن العراق لا يمتلك أي إستراتيجية واضحة لتطوير القطاع التربوي والنهوض به خلال الفترة المقبلة، إذ إنه لم ينجز أكثر 400 بناية مدرسية فقط خلال 15 عاما، وفق إحصاءات حكومية. ويقول مختصون إن بطء الإنجاز بهذه الشاكلة أدى لتراجع قطاع التعليم إلى أدنى مستوياته، حيث كشفت لجنة التعليم النيابية عن حاجة العراق لسبعة آلاف بناية مدرسية لإنهاء الأزمة بشكل كامل ، وأهم المشاكل التي وضعت من قبل المختصين بهذا الامر يمكن تلخيصها بالتالي:

لا يوجد حالياً على إمدادات كافية من المدارس، ومعظم المدارس تعاني من ظروف سيئة.

• حوالي 70 ٪ من المدارس تفتقر إلى المياه النظيفة والمراحيض

• حوالي 1000 مدرسة يتم بناؤها من الطين والقش، أو الخيام

• رداءة نوعية المدخلات وتشمل : مختبرات العلوم والمكتبات والمعدات، والمناهج التي عفا عليها الزمن، وعدم تدريب المعلمين، وتغيب الموظفين، وظاهرة انتشار واسعة من الدروس الخصوصية التي تأخذ بعيدا عن النظام العام.

الأمن وتأثيراته: منذ عام 2003 وسقوط النظام السابق، وزعزعة الاستقرار في الحرب وازدياد وتيره الصراع الطائفي أثر ذلك كله على نظام التعليم ، وتضررت بشدة المدارس حيث 2751 مدرسه تتطلب إعادة التأهيل و2400 مدرسه شهدت أعمال نهب وتخريب ، واضطرت عدد من المدارس في المناطق الخطرة لإغلاق لفترات طويلة ، كذلك استهدف العاملين في مجال التعليم من خطف وقتل واغتيالات. كذلك ارتفع معدل التغيب من قبل المدرسين والطلاب، خاصه الفتيات ويرجع ذلك إلى الوضع الأمني الخطر .

توالت الاحداث الامنية الغير المستقرة في البلد وصولاً إلى سيطرة داعش على اجزاء كبيرة من العراق وطبعاً توقف العملية التعليمة في تلك المناطق وتدمير عدد كبير من المدارس والجامعات والمرافق العلمية ، وعلى ما يبدو ان الاحزاب السياسية وتبعاتها في البلد جعلت اخر همومها هو تطوير التعليم في البلد او وضع اسس معينة للنهوض بالعملية التعليمية وتحسينها .

ختاماً هل من الممكن اعادة النهوض بالقطاع التعليمي في البلد في ظل الضروف التي نعيشها حاليا وفي ضل سيطرة الاحزاب وتحكمها في مقدرات البلد؟؟

 

*يمنع منعاً باتاً استخدام المعلومات والنصوص الخاصه والواردة في هذا الموقع الا بأذن مسبق من ادارة المركز

لا تعليق

معلومات الإتصال

[email protected]

راسلنا

    مركز ذو الفقار للدراسات و الابحاث الاستراتيجية و حقوق الإنسان .... و هو مؤسسة خاصة بحثية مستقلة تعنى بالشأن العام في العراق وتأثيرات محيطه الاقليمي والدولي عليه.