تتعامل إيران مع حلفائها من العرب الشيعه في دول المنطقه بشكل مختلف جداً مع حلفائها من الشيعة العرب في العراق فمثلاً تتعامل إيران مع حلفائها الشيعة في لبنان بأحترام وثقة وذلك لأنهم يمتلكون النضج السياسي واستغلال الفرص وهم أصدقاء وحلفاء لإيران لكنهم يضعون مصالحهم اولاً ، وهم قادرون على صنع المبادرات والتحالفات دون الرجوع لإيران بشكل كامل
أمّا في العراق فتتعامل إيران مع حلفائها الشيعة في السلطة بلا أحترام ولا تثق بهم ، وتتعامل معهم بحذر وعلى مضض وتعرفهم ليسوا خلاّقين للحلول بل أختصاصم صنع الازمات والفساد والأفساد وكذلك الكثير منهم مخترقين …. الأمر الذي احرج حتى الإيرانيين أنفسهم وسبب لهم خسائر كبيرة في العِراق والمنطقة …. وسبب لهم معارضة ورفض كبير داخل العراق ومن داخل البيئة الشيعية العراقية نفسها …. واحرج النخب الشيعية الوطنية امام قاعدتهم الجماهيرية وامام العالم .
وبدأت إيران تشعر بالقلق و الحرج و التعب من شيعة السلطة في العراق لأنهم لا يستوعبون بسرعة ، وانهم كالتلميذ الغير مبالي ويحتاج لتلقين ومراقبة …. ولا يجيدون التفريق بين الحالة الوطنية المقدسة وبين حالة التحالف لأسباب نفعية أو جيرة أو صداقة أو تحالف اقتصادي ! فبعد كل ماتقدم فإن الشيعة في العراق يعانون من تشرذم خطير وهناك تدّخل دولي واقليمي خطير في شؤون الشيعة بحيث بات شيعة السلطة في العراق يستقوون ويتفاخرون على بعضهم البعض بالدعم والمال الخارجي … بحيث هناك شيعة سلطة لديهم علاقات سرية مع اسرائيل .
وشيعة السلطة في العراق عملها مبني على المصالح الشخصية والعائلية والفئوية والحزبية ولا ياتي الوطن في قائمة اولوياتهم ….أما المواطن الشيعي العراقي فلا يذكرونه الا قُبيل الانتخابات بثلاث اسابيع ويحقّرونه بهداياهم العنصرية والاستعبادية ويتفاخرون بذلك على الاعلام والمسؤول الشيعي في العراق يتعامل مع الجمهور الشيعي بفوقية وازدراء ودونية على اساس انه من كوكب آخر .
وفي هذا الواقع تتحمل إيران المسؤولية بنسبة عالية لأنها هي من فرضت وقوّت هؤلاء الاشخاص على شيعة العراق ، وكذلك تتحمل امريكا مسؤولية كبيرة وعواصم الاقليم واسرائيل بترسيخ هذا الوضع المتردي وسط الشيعة والسنة ، واعطوا للاكراد سيادة على الطرفين واعطوهم دولة ونصف وباقي المكونات بنصف دولة يتصارعون عليها ليل نهار والمواطن العراقي اخر اهتمامهم !
انعدمت ثقة المواطن الشيعي العراقي بالاحزاب الشيعية جميعا ( ربما هناك شرائح عراقية عقائدية او مستفيدة أو تعمل بمؤسسات وحواشي المسؤولين الشيعة يوالون بعض احزاب وتيارات المسؤولين الشيعة ) ولكن السواد الاعظم الشيعي في العراق لا يثق مطلقاً بالمسؤول الشيعي ، وَلَن يقتنع بأن المسؤول الشيعي يدافع عن حقوق الشيعة وعن العراق بل يدافع عن مصالحه الشخصية والحزبية والمالية فقط بل ان هناك قناعه عند السواد الاعظم من العرب الشيعة والسنة بأن الطبقة السياسيه طبقة فاسدة ويجب استئصالها من العملية السياسية في العراق، وهناك شرائح شيعية وطنية واسعة تعشق العراق ولديها القدرة لصنع الحلول واخراج العراق من ازماته…وهناك كفاءات شيعية وبمختلف الاختصاصات والمهن والحرف وهي ترغب بالعمل وبلا مقابل ولكن شيعة السلطة وحكام البلد لا يسمحون بذلك …
وهذا الطيف شيعي الواسع يرفض العبودية والتبعية للدول مهما كان نوعها واسمها وموقعها ولكن هذا الطيف الواسع جدا يحكمه شيعة السلطة بالحديد والنار والتجويع والتجهيل وقطع الارزاق وان استدعى الأمر حتى الاعناق محاولة منهم لاستمرار النهج الفاسد وسيطرتهم على مقدرات البلاد دون الاكتراث بمصير ابنائه ولكن سرعان ماستتبخر احلامهم الدنيئه وسيرجع الطيف الشيعي المحب لوطنه والمخلص لدينه وعقيدته للسيطره على الوسط الشيعي الذي وصل الى درجة من المعانات التي لاتحتمل .
*يمنع منعاً باتاً استخدام المعلومات والنصوص الخاصه والواردة في هذا الموقع الا بأذن مسبق من ادارة المركز