*العراق … و المنطقة و الاستعمار الجديد … *

1 View

– باتَ واقعاً يتجسّد سريعاً أن هناك صراعاً دوليا على منطقتنا ، خصوصاً بعد جائحة كورونا التي ضربت اقتصاديات الدول الكبرى والتي بسببها سال لعابها من جديد وباتت تفتش عن الثروات والاستيلاء عليها وليس امامها الا بلدان الشرق الأوسط ، و هناك اسباب حفزت الدول الاستعمارية الكبرى والقيام بالتحرك نحو الثروات من جديد هو :-
– الصعود الاقليمي ( التركي والايراني) والتمدد في منطقة الثروات العربية مما جعل امريكا تفرض اقوى حصار وعقوبات بتاريخها ضد إيران بمحاولة لإيقافها واجبارها على الانكفاء نحو الداخل الايراني !.
– الصعود الصيني القوي نحو قيادة العالم بعد جائحة كورونا والذي تصدت له الولايات المتحدة بالشيطنة والعقوبات والحرب النفسية والاعلامية والدخول في الحرب الباردة ضدها ومتابعتها لقطع الطريق أمام معظم اتفاقياتها في منطقة الشرق الأوسط.
– السبق الروسي في تحقيق المصالح الروسية وبوقت مبكر في سوريا ومناطق في الشرق الأوسط جعل الولايات المتحدة في حالة تخبط ، وجعل الاوربيين وخصوصا الفرنسيين والبريطانيين في حالة غليان من الروس لا سيما وان الروس نسفوا الاحلام الفرنسية في سوريا ، وبات هناك انزعاج من روسيا من جهة تلك الدول عندما وقفت روسيا الى جانب الصين في عملية عملقة الصين لقيادة العالم !.
– قررت فرنسا النزول في لبنان ومن خلال استغلال انفجار ( مرفأ بيروت ) أي ان فرنسا استثمرت هذا الانفجار الكارثي الذي حصد اكثر من ١٣٨ شهيدا و٥٠٠٠ جريحا وخسائر مادية قُدرت ب ١٥ مليار دولار وتشريد آلاف المواطنين الذين فقدوا منازلهم واعمالهم ومستقبلهم لينزل الرئيس الفرنسي ماكرون ليُسجل حصة فرنسا مابعد جائحة كورونا وحسب تقسيم العالم الجديد ….
– هنا تُثار علامات استفهام كثيرة حول طريقة وتوقيت الأستثمار الفرنسي للمأساة في لبنان ، و لا سيما وان الطابور الخامس الفرنسي في لبنان دعا علنا بالهتاف على مسمع الرئيس الفرنسي ، وبقائمة فيها تواقيع من آلاف اللبنانيين الذين يطالبون بعودة الانتداب الفرنسي وسُلمت للفرنسيين المرافقين للرئيس ويبدو نجح وزير الخارجية الفرنسي عند زيارته لبنان في تموز الماضي والذي لمّح الى انفجار لبنان ان لم يسارع الساسة الى انتشاله ، وهذا كله يُفترض ان لا تهمله لجان التحقيق في الحادث !!.
– تركيا اصيبت بهستيريا بعد انفجار بيروت و تلتها هستيريا ايرانية حول لبنان ، والسبب لأن تركيا خسرت لبنان لصالح خصمها اللدود فرنسا ، مما جعل السعودية والامارات تشمتان بتركيا وكذلك قبرص واليونان وايطاليا ومصر وحتى الجزائر كرها بدورها في ليبيا !!.
— ايران باتت خائفة على ثقل وتأثير وقوة حلفائها في لبنان لا سيما وان نزول فرنسا بهذه القوة والوضوح يعني ان خلفها قوات دولية قادمة الى لبنان و هذا ما حدث لاحقاً وهذا لا يريح ايران …. وايضا هناك انزعاج ايراني من تعطيل وتعقيد هدفها الاستراتيجي بالوصول الى منفذ بحري لها على المتوسط والذي نسفه انفجار مرفأ بيروت !!.
– ايطاليا بدأت متحفزة بقوة وبمساندة يونانية واوربية بالانزلاق نحو ليبيا ، اي الانزلاق نحو تركتها القديمة ، وسوف تحقق ذلك خصوصا اذا تحالفت معها بريطانيا التي تعتبر لها نفوذ تاريخي في ليبيا وسيكون هدف بريطانيا بهذه الحالة هو روسيا في ليبيا لِما تحمله بريطانيا من كراهية تاريخية لروسيا !.
ولكن الانزلاق الايطالي نحو ليبيا أما سيكون من خلال حرب خاطفة قادمة في ليبيا، أو من خلال انفجار مماثل لانفجار مرفأ بيروت في ليبيا يعجل بنزول الايطاليين على الارض مثلما نزل الفرنسيين بقيادة رئيسهم ماكرون في لبنان !!!.
– نعود للعراق فهناك من يُخطط ” دول وجماعات ” لتدمير و إشعال العراق من خلال اذكاء صراع شيعي – شيعي ليكون على أثرها ارتدادات سوف تجرف رموزا دينية وسياسية مهمة جدا لدى جمهورها الذي لم يسكت وسوف تكون فوضى خطيرة وربما ستجر لصراع شيعي /شيعي خطير .. وحينها سترى مباشرة بريطانيا مُترجلة في العراق حيث بغداد والنجف والبصرة وحينها سيدخل العراق في تاريخ جديد تشكله الدول ضمن عودة الدول الاستعمارية الى تركاتها القديمة ومن ضمنها العراق …
– امريكا لا تنهار بسهوله ، ولكنها ضعفت وسوف تستمر بالضعف والتراجع لاسباب كثيرة ، وانها في الملف العراقي فقدت الثقة بالشيعة العراقيين تماما ،وفشلت في فهمهم وتدجينهم .وان افضل العملاء الشيعة عندها لا تثق بهم اكثر من 50% .وبالتالي لا يفهم الشيعة الا بريطانيا فقط
ولهذا عادت واشنطن للود مع البعثيين ومع جهات عراقية كانت تحارب القوات الاميركية تحت لواء المقاومة لتصبح حليفه لهم .

 

*يمنع منعاً باتاً استخدام المعلومات والنصوص الخاصه والواردة في هذا الموقع الا بأذن مسبق من ادارة المركز

 

لا تعليق

معلومات الإتصال

[email protected]

راسلنا

    مركز ذو الفقار للدراسات و الابحاث الاستراتيجية و حقوق الإنسان .... و هو مؤسسة خاصة بحثية مستقلة تعنى بالشأن العام في العراق وتأثيرات محيطه الاقليمي والدولي عليه.