يستمر الوضع الحالي في البلد بالتأزم والوصول نحو نقطة اللاعودة وسط العديد من المبادرات التي يتم طرحها يومياً والتي ان صح التعبير تعد حلول ترقيعية لتناول ازمة متفاقمة خلفها الاحتلال منذ ١٩ عاماً، بعد ان خرج انصار التيار الصدري للتظاهر والاعتصام في نهاية الشهر الماضي ،
ونحن نشهد يوماً بعد يوم انسداد حقيقي في المشهد السياسي في البلد والذي اصبح مهترئ بطريقة غير مسبوقة، فمنذ اليوم الأول لثورة تشرين والأحزاب السياسية في البلد تلفظ انفاسها الأخيرة.
اما اليوم فأن فجوة الخلاف بين الطبقات السياسية وصلت الى نقطة اللاعودة ، فعلى سبيل المثال الأحزاب السياسية الشيعية وصل الخلاف بيها الى مرحلة كسر العظم وسط حالة غيو مسبوقة من زعيم التيار الصدري والذي خرج بنبرة اصلاحية تجاوزت الحدود الطائفية وكما نشاهد اليوم شعبية زعيم التيار الصدري تنامت بشكل ملحوظ منذ بدء التظاهرات في مناطق غرب بغداد والشمال اي تحديدا بين المحافظات السنية والاوساط الكردية الأمر الذي يجعل السياسيين يشعرون حقيقة بخطورة هذا الموقف الذي اصبح يهدد وجودهم في البلد.
وما بالنسبة للسياسيين السنة فان التحركات واضحة لأنشاء تيار سنة خارج منظومة رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي ومحاولة هذا التيار للسيطرة على مجلس النواب.
وفيما يخص السياسيين الأكراد فأنهم يحاولون الظهور حاليا بشكل متماسك اكثر من اي وقت مضى على الأقل إعلامياً في محاولة لمراقبة الوضع والتطورات القادمة بطريقة حذرة نوعا ما.
وبالعودة لبغداد فأن المبادرة التي طرحها رئيس الوزراء الكاظمي باءت بالفشل وسط رفض التيار الصدري للحضور والذي يشكل الاساس الحقيقي للحل، اما التيار الصدري وحتى هذه اللحظة غير معلوم التوجه الحقيقي الامر الذي يجعل القراءة الحالية للوضع ضبابية بإمتياز.
ولاننسى كذلك العديد من التساؤلات الحقيقية التي توجه للتيار الصدري كون الوزارات الخدمية خلال السنوات الماضية كانت بجعبة التيار فأين محاربة الفساد والمفسدين؟!.
ولعل السؤال الحقيقي الذي من الممكن طرحه بالنظر لما حدث في الايام السابقة ، ماذا لو كانت المظاهرات التي حدثت يقودها شباب تشرين هل كان من الممكن دخولهم لمجلس النواب وساحة الاحتفالات وإقامة اعتصامهم فيها ام كانوا سيواجهون بالقتل من قبل الطرف الثالث كما حدث في الناصرية وبغداد وغيرها من المحافظات .
واما بالعودة للمحيط العربي والذي لائما ما يظهر بحلول ترقيعية لاحتواء الطبقة السياسية الحالية دون النظر لتاريخ ارتباطاتها والذي من المستحيل ارجاعها للحضن للعربي كما يسمونه .
ختاما فأن الاستتار بالعمامة الدينية واستمالة الناس بالتصريحات الرنانة ومحاولة اللعب بعواطف الشعب لن تستمر وستنكشف عاجلا ام اجلا الامر الذي سيؤدي الى اقتلاع هذه العملية المشوهة بمختلف اطيافها.
ملاحظة: ان المركز سيقوم بنشر دراسة قريبا حول الاحداث والتطورات الغير المسبوقة التي شهدتها الساحه العراقية خلال الايام الماضيه وسنستعرض الاسباب و النتائج ورؤية للمستقبل فوجب التنويه