تأتي زيارة بايدن الى الشرق الاوسط تجسيدًا للسياسة الإستراتيجية الامريكية الثابتة لمنطقتنا والتي أوجزها بما يلي :-
1/ أمن إسرائيل
2/ السيطرة والهيمنة على منابع النفط والغاز والطاقة في المنطقة
3/ التقليل (( وليس الإنهاء)) من الدور الايراني في المنطقة العربية
ولاحقًا يمكن إضافة أهداف آخرى لهذه السياسة الإستراتيجية وفقًا لتطور الأوضاع في العالم والمنطقة وهي:-
1/ الضغط على دول الخليج العربي لزيادة أنتاجها من النفط وتقليل اسعاره لتعويض النقص في النفط والغاز الروسي بسبب الحرب الروسية الاوكرانية والتي تسعى أمريكا جاهدةً لإطالة أمدها لاستنزاف روسيا وتدميرها
2/ الخوف الامريكي من التمدد الروسي والصيني في المنطقة ومليء الفراغ الامريكي والذي إعترف به بايدن قائلًا اخطئنا عندما أهملنا الشرق الاوسط
سنتناول في هذه الدراسة من زيارة بايدن هو تأثيرها على وضع العراق المتأزم على طول الخط وهنا لابد من الذكر بأهم ما في هذه الزيارة هو ما أعلنه بايدن شخصيًا بربط العراق بالمنظومة الكهربائية لدول الخليج العربي عبر السعودية والكويت وهنا أريد ان أوضح مايلي:-
1/ لماذ لا تلزم أمريكا شركاتها الكبرى بإعادة إعمار وتأهيل وبناء المحطات الكهربائية التي دمرتها قواتها العسكرية وصواريخها عند احتلالها البغيض والغير شرعي ولااخلاقي والمنافي لاستقلال وسيادة الدول والمنافي لحقوق الانسان !!!! بدل ماتربطنا مرة بأيران وتارة اخرى بدول الجوار و الخليج
2/ لماذا لا تسمح إمريكا للشركات الكبرى من الدول الأخرى ببناء وتأهيل المحطات الكهربائية في العراق مثل ماقامت به هذه الشركات في مصر!!!
3/ ماسيتم تأمينه من الربط الخليجي هو 1500 ميغاوات بينما حاجة العراق الفعلية تتجاوز ( 20) الف ميغاوات وبهذا يكون حلًا ترقيعياً وقتيًا و مكسب اعلامي ليس الا
4/ الإتفاق العراقي على الربط الكهربائي تم قبل 4 سنوات ولم يتقدم خطوة واحدة وبقي حبرًا على ورق وذلك لأن القرار الاقتصادي والأمني والسياسي بيد إيران التي تعارض وتمنع اي تقارب عراقي مع العرب
5/ الربط يحتاج الى بنى تحتية لا يمكن تأمينها إلا بجهود استثنائية وعمل مستمر ومتواصل من سنة الى سنة ونصف على أقل تقدير
ويبقى السؤال الأهم
هل تبقى إيران وذيولها مكتوفة الايدي وهي التي تعتبر حاجة العراق للطاقة الكهربائية سوقها المهم ورئتها التي تتنفس منها للحصول على المليارات وللتحايل والالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة عليها وان كانت في الحقيقة عقوبات شكلية
وللوصول الى الحقيقة وفهم الوضع العراقي إلان في ظل الموجات العنيفة لأمنيات حدوث التغيير في العراق هو الإجابة على الأسئلة التالية:-
1/ هل أمريكا حقًا هي غير راضية او منزعجة مما يجري في العراق ؟؟ وهي التي أسست واشرفت على العملية السياسية الفاشلة فيه!! وهي من دعمت وساندت الأحزاب السياسية وشخصيات هذه العملية ولحد ألان!!
2/ هل أمريكا حقًا تريد عراق متطور ومزدهر ومستقر وذو سيادة وقرار مستقل وديموقراطي يكون نموذجًا في الشرق الاوسط….
ونترك للايام الاجابة عن هذه التساؤلات وللاغلبية الصامتة القول الفصل في النهاية.
العميد الركن الدكتور
أعياد الطوفان