تسلم مصطفى الكاظمي رئاسة وزراء العراق بدعم خارجي من قبل الولايات المتحده الامريكيه و المملكة المتحده وداخليا من قوى متنفذه اهمها:
١- التيار الصدري برئاسة مقتدى الصدر
٢- تيار النصر برئاسة حيدر العبادي
٣- تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم
اضافة الى عدد من القوى السنيه المعتدلة وبعض القوى الكرديه،
بدء الكاظمي بعد تسلمه للسلطة بتغيارت مهمه على المستوى السياسي والأمني والعسكري بالإضافه لمحاولت إيجاد حلول للنواحي الاقتصاديه والخدميه والماليه خصوصا بعد الانخفاض الهائل لاسعار النفط العالميه في بداية تسلمه السلطه ويعتمد العراق على مبيعاته النفطيه لتمويل ميزانيته.
تسلمت الحكومة تركه ثقيله لاخطاء وفساد حكومات متعاقبه على البلد وخصوصا انها اتت خلافاً لحكومة عادل عبد المهدي سيئة الصيت و التي عرفت بالفساد والرضوخ الواضح للأحزاب والقوى المتنفذه والمليشيات الولائية لإيران،
كانت بداية اصلاحات الكاظمي لمواجهة التيار المعارض له والمدعوم من إيران هو اعادة ترتيب البيت الأمني حيث قام بإسناد عدد من المناصب المهمه لاشخاص مشهود لها بالخبره والكفائة والاتزان ومقبولين لدى شريحه كبيره في الشارع العراقي ومنهم:
١-الفريق عبدالوهاب الساعدي رئيسا لجهاز مكافحة الارهاب(مقبول شعبيا لمشاركته بعمليات التحرير ضد داعش وكونه قائد كفؤ).
٢- الفريق عبد الغني الاسدي مديرا لجهاز الامن الوطني وهو شخصيه عسكريه متميزه ومعتدلة.
٣- الفريق عثمان الغانمي وزيرا للداخليه وهو شخصيه عسكريه متميزه ومعتدلة.
٤-قاسم الاعرجي مستشارا للأمن الوطني وهو رغم انتمائه لمنظمة بدر فهو شخصيه معتدله ولديه القدرة والامكانيات الامنيه الجيدة.
٥- الفريق جمعه عناد وزيرا للدفاع وهو شخصيه معتدله ولكهنا ليست بالقوة الكافيه لادارة وزارة الدفاع في ظل الظرف الراهن والمواجهات المتوقعه مستقبلاً إضافة الى قوة رئيس اركان الجيش عبدالامير يار الله الذي يمتلك شخصيه عسكريه قويه اضافه الى ارتباطه بعلاقات وثيقه مع قيادات الحشد الشعبي ودعمهم له.
٦-الفريق عبد الامير الشمري رئيساً لدائرة العمليات المشتركة وهو شخصيه معتدله ويملك خبره عسكريه وامنيه جيدة.
٧- جهاز المخابرات وهو المنصب السابق للكاظمي بقي تحت اشرافه وادارته وفي عدد جيد من الضباط ولائهم للكاظمي اضافة الى قوة عسكرية خاصة مدربه بشكل جيد جدا.
وكلف جهاز المخابرات بجمع معلومات وافية ودقيقة ومتابعات امنية واستخباراتيه عالية السرية لعدد غير قليل من كوادر الدولة مع دعم غير محدود وصلاحيات واسعة، ويعتمد الكاظمي بشكل كبير على جهاز مكافحة الارهاب لكونه اقل الاجهزة الامنية والعسكريه اختراقا نظرا لتاسيسه والاشراف عليه من قبل الجانب الامريكي والعمل على كونه قوة امنيه عسكريه تمتلك خبرات وتقنيات عاليه واسلحة جيده وقدرات تكتيكيه عاليه تمكنه من التعامل مع اي هدف في مختلف بيئات وطرق العمل وكان لتعين الساعدي رئيسا للجهاز اضافة مهمة للجهاز،
يواجه الكاظمي معارضه كبيره وشرسه ومواقف عدائية شديده من قبل المليشيات المسلحه وجزء منه بغطاء الحشد الشعبي والتي لها سطوة كبيره في كافة مرافق البلد وعلى جميع الاصعده ويقودهم مجموعه من المتنفذين ومنهم:
١-هادي العامري رئيس منظمة بدر
٢- قيس الخزعلي رئيس عصائب اهل الحق
٣- حزب الله
٤- حركة النجباء
٥- المالكي
بالاضافه الى مايقارب ٤٠ فصيل مسلح متوسط وصغير ويدينون بكامل الولاء للولي الفقيه في ايران وبدعم وتمويل مباشر من الحرس الثوري.
وفي اول عملية مهمة على طريق تحقيق الوعود التي اطلقها الكاظمي حين تسلمه للسلطة قام بها جهاز مكافحة الارهاب وهو مداهمة احد الثكنات التابعه لحزب الله جنوب بغداد واعتقال العناصر المتواجده في الثكنه لوجود مواد متفجره وصواريخ كاتيوشا ومعلومات تفيد بإن هذه الثكنه هي المجهز لعمليات الهجوم بصواريخ الكاتيوشا على السفاره الامريكيه في المنطقه الخضراء، فجاء الرد القوي من حزب الله باقتحام المنطقه الخضراء والسيطره على مقر جاهز مكافحة الارهاب ردا ً على اعتقال عناصرها ومداهمت احد مقارها مطالبه باطلاق سراح العناصر المعتقلين ورغم الامر المباشر من الكاظمي للفريق الركن تحسين العبودي الملقب بـ”أبو منتظر الحسيني”، مسؤول حماية المنطقة الخضراء بالتصدي للقوة المهاجمه ومنعاها من الدخول تم عصيان الامر المباشر من الكاظمي من قبل الفريق الركن تحسين العبودي وعدم التعرض للقوة المهاجمة،
وبذلك يكون الكاظمي خسر اول جولة من حربه ضد الاحزاب والمليشيات المتنفذه بالداخل والتابعه ولائياً للولي الفقيه وخسر ثقة عدد كبير من العراقين المتطلعين للتغير والسؤال المهم لماذا ترك الامريكان الكاظمي في هذا الموقف الذي اضر في صورة حكومته وقدرته على تغير الواقع الذي يمر به العراق،
وعلى خط مواز يقوم الكاظمي باشراف الجانب الامريكي بتتبع جميع الاموال التي صرفت من خلال الميزانيه من ال ٢٠٠٥ لحد يومنا هذا والتي لم ينفذ منها شيء يذكر وبدأت بالحجز على اموال بعض المصارف العراقيه الصغيره والمتوسطه المشبوه وهي مملوكه بالباطن من شخصيات حزبيه متنفذه وبالظاهر من اشخاص هم عباره عن واجهات ماليه وتجاريه لتنفيذ اجندات المالكين الحقيقين وبعض مايسمى رجال اعمال من الدرجه الثانيه والثالثه ،
ويواجه الكاظمي تحدي كبير وهو اقامات الانتخابات البرلمانيه في حزيران ٢٠٢١ في ظل الظروف الحاليه والتي من المتوقع ان تسوء نتيجة المواجهة المفتوحه مع الاحزاب والمليشيات والتي قد تقود الى صدام داخلي كبير لايحمد عقباه لعدم رغبة إيران والقى التابعه لها باقامة انتخابات مبكره باشراف أممي،
كانت زيارة الكاظمي لإيران مصحوبه باملائات وفرض قرارات واراء على شخص الكاظمي والاجتماع الاخير الذي تم في منزل هادي العامري وبحضور شخصيات ولائية لإيران اتى بنفس الفحوى،
وننتظر زيارته الى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس اترامب التي ستحدد مسار وطريق الكاظمي والتي من المفروض ان تنتج عنها خطوات حقيقية وعملية فعاله في المشهد العراقي وعلى جميع الاصعده واذا لم يكون الامريكان بخطوات حقيقيه لمساندة الكاظمي فإنه سيفشل في التغير و تنفيذ الخطه.
المرحله القادمة هي مرحلة صراع شيعي شيعي وذلك لان القوى السنيه ليس لها اي قرار وانما التبعية من اجل مصالحهم الشخصية وتاثيرات الاحزاب الشيعيه عليهم باستثناء بعض الشخصيات الوطنية المعتدله وهم ضعفاء لايستطيعون عمل شئ، أما الاكراد فموقفهم واضح ومصالحهم ومكاسبهم الشخصية ومكاسبهم المالية فوق العراق وليس هناك اي دوافع وطنية بإتجاه بناء البلد وماتزال نزعة الانفصال والاستقلال عن العراق ثابته وباقية لاتتغير مع انه هناك مشاكل كبيره جداً بين الحزبين الكرديين ويبقى دعم الاكراد للكاظمي مرهون بما يقدم الكاظمي من تنازلات لصالح مصالحهم الشخصية وماكسبهم المالية والقومية بما يتعلق بالتنازل عن بعض المناطق المتنازع عليها وموضوع عائدية النفط والمنافذ الحدودية لاقليم كردستان ويظهر موقف الكاظمي لصالح الدولة الاتحادية.
في ظل ماتقدم نرى ان العراق مقبل وبدون شك على ازمات ومشاكل كبيره في الجوانب السياسيه والامنيه والعسكريه وكذلك الجوانب المالية في ظل سلطة الاحزاب الطائفية والمليشيات الوقحة والسلاح المنفلت واستشراء الفساد بشكل قاتل الذي ضيع الدوله وهيبتها فسيكون امام الكاظمي مهمه صعبة ومخاطر وتحديات كبيره لتحسين الوضع بالعراق.
*يمنع منعاً باتاً استخدام المعلومات والنصوص الخاصه والواردة في هذا الموقع الا بأذن مسبق من ادارة المركز