إيران الجزء الخامس
ايران كما هي اليوم
1. تحولت إيران إلى دولة إسلامية في عام 1979 ونشرت نفوذها في الشرق الأوسط من خلال دعم التشدد المواتي لطموحاتها الإقليمية. في مايو 2018، انسحبت إدارة ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تفاوضت عليه ست قوى عالمية وإيران. كان الأساس المنطقي الذي طرحته الإدارة الأمريكية هو أن الصفقة لم تحدد بشكل كافي من قبل ايران ممثلة ببرنامج طهران النووي أو تعالج برنامجها الصاروخي والذي يمثل التحدي الاكبر كذلك فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان ودعم الإرهاب، كان العامل الذي ساهم في هذا القرار أيضا العلاقات الودية المتطرفة بين إدارة ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
أعادت واشنطن فرض العقوبات كجزء من حملة “الضغط الأقصى” لتغيير سلوك طهران. في يناير 2020، أعادت إيران حساب استراتيجيتها بعد أن قتلت ضربة أمريكية قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي يعتبر الشخصية الابرز في ادارة الصراع في استراتيجيات إيران في العراق وسوريا.
2. في عام 2021، أطلقت الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس بايدن مبادرة دبلوماسية جديدة لجعل كل من طهران وواشنطن تمتثلان تماما للاتفاق النووي لعام 2015. بدأت المحادثات غير المباشرة في الأشهر الأخيرة من فترة ولاية الرئيس الإيراني حسن روحاني واستمرت في عهد الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي ، وهو رجل دين متشدد تولى منصبه في أغسطس 2021 ولكن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود بحلول نهاية عام 2022.
3. في سبتمبر 2022، اندلع الاستياء الشديد من السياسات الصارمة لرجال الدين، واستمرار الحرمان الاقتصادي وانتهاكات حقوق الإنسان، في جميع أنحاء إيران. كانت الذريعة هي وفاة ماهسا أميني، وهي فتاة كردية تبلغ من العمر 22 عاما تم احتجازها بسبب فستان غير لائق. سرعان ما تطورت المظاهرات الى احتجاجات تعد الاكبر في السنوات الاخيرة والتي دعت صراحة للإطاحة بالمرشد الأعلى وإنهاء الجمهورية الإسلامية. كما نظمت احتجاجات مماثلة لدعم الحركة الجماهيرية الإيرانية في مختلف عواصم العالم الغربي. ردت قوات الأمن الإيرانية بقوة شرسة باتجاه قمع هذه الاحتجاجات .
4. في 9 مارس في مقدمة دبلوماسية رئيسية، اتفقت إيران والمملكة العربية السعودية على استعادة العلاقات وإعادة فتح السفارات بعد سبع سنوات من قطع العلاقات. جاء الاتفاق بعد محادثات توسطت فيها الصين في بكين. قطعت الرياض العلاقات مع طهران بعد أن هاجم المتظاهرون الإيرانيون البعثة الدبلوماسية السعودية في إيران في عام 2016 بعد الإعدام السعودي لرجل الدين الشيعي نمر النمر، من المحتمل أن يكون للاتفاق آثار واسعة على الاتفاق النووي الإيراني والحرب الأهلية في اليمن، حيث يخوض الجانبان حرب بالوكالة. تعكس الصفقة التي تم الانتهاء منها في الصين أيضا التوجه الجديد للمملكة العربية السعودية لإجراء سياسة خارجية مستقلة عن الغرب. وفي حقيقة الامر للدهشة فأن المحادثات بين المملكة العربية السعودية وإيران بشأن المصالحة المحتملة مستمرة منذ سنوات بشكل رئيسي في العراق. و إن استئناف العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية يبشر بالخير بالنسبة للأمم الإسلامية ويمكن أن يبشر بالسلام في المناطق المضطربة إذ ان كلا الجانبين منخرطين في حروب بالوكالة. ومع ذلك، يمكن أن يكون للصفقة آثار على الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لعزل إيران اقتصاديا من خلال العقوبات. ستسبب الصفقة أيضا القلق بين العديد من السياسيين الإسرائيليين الذين سعوا إلى العزلة العالمية لمنافستهم اللدودة إيران