ملخص الوضع العراقي

342 Views

يعيش العراق اليوم حالة من الجمود السياسي المشحون في ضل وجود حالة ضبابية تغيم على الشارع العراقي فبعد مرور ما يزيد عن الستة اشهر منذ موعد الانتخابات البرلمانية وبعد إعلان النتائج لا تزال معالم الحكومة القادمة مجهولة الأمر الذي يراه العديد نذير شؤوم في القادم من الأيام .
بأختصار فأن الحالة التي يعيشها البلد اليوم هي ليست وليدة اللحظة وليست كذلك نتاج الظرف الحالي فقط انما تحمل في طياتها الكثير من الإخفاقات السابقة وكذلك الأسس التي قامت على الخطأ ، والدليل على ذلك إن أهم عنصرين لنظام الحكم في البلد والمتمثل في الدستور والمؤسسات تعاني من ضعف شديد في بنيتها الرئيسية ،
فالدستور تم كتابته في ظروف مربكة وغير مستقرة ووفق ما تقتضيه المصلحة في ذلك الوقت والمؤسسات تمت هيكلتها وفق الخارطة الحزبية للتحالفات السياسية فلم تعد مؤسسات حقيقية تعمل من اجل البلد انما عبارة عن محاصصات سياسية وحزبية ، ولعل هذه السببين هما أساس ما وصل إليه الحال اليوم.

وأما فيما يخص المحاور الموجودة على الأرض اليوم فأنها قائمة ان صح التعبير بالطريقة التالية:

١- عجز أي من القوى السياسية الموجودة على الأرض حالياً من تشكيل الثلثين زائد حتى تتمكن من تشكيل الحكومة دون الحاجة الى الثلث المعطل.

٢- عدم ظهور أي بوادر للاتفاق بين القوى الشيعية حتى هذه اللحظة بالرغم من تكرر السيناريو في انتخابات سابقة إلا أنها تتمخض في نهاية المطاف عن إتفاق بين هذه القوى ، و دعا كذلك زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في وقت سابق السياسيين المستقلين في البرلمان الى إنهاء الأزمة الحالية وتشكيل الحكومة في غضون ١٥ يوماً حيث أكد ان تحالف إنقاذ وطن هو الكتلة الأكبر وأن سبب التأخر في تشكيل الحكومة هو تفعيل الثلث المعطل ، الأمر الذي ينبأ حتى اللحظة بعدم التوصل الى اتفاق حقيقي بين القوى الشيعية.

٣- أما القوى السنية فأنها تعاني من تشظي ظهر بشكل واضح في الفترة السابقة وتحديدا بعد إرجاع شخصيات سنة كانت إما خارج البلد او في السجون الى المشهد السياسي الامر الذي يجعل من الصعب توافق كل هذه الوجوه على الأرض وحتى وإن لم تكن هذا الشخصيات ذات ثقل حقيقي لكن في نهاية الطاف فأن هذه المناورة ستؤتي أُكلها ولو بعد حين.

٤- وفيما يخص القوى الكردية ولأول مرة نشاهد خلاف واضح و انقسام صريح فيما بينها فيما يخص الحكومة المركزية ، وظهر الامر بشكل أوضح بما نشاهده من تفاوضات بشكل منفرد للقوى الكردية مع حكومة المركز.

٥- ختماً فأن الخروقات الأمنية المستمرة في أرجاء واسعة من البلد والتي تتم كنوع من التذكير بين الفرقاء ان كل فريق هو صاحب السلطة الأكبر في موقعه كذلك محاولة الجوار الإقليمي فرض أوراق ضغط على الأرض ، الأمر الذي يجعل الصورة في البلد بالحال التي نراها اليوم.

لا تعليق

معلومات الإتصال

[email protected]

راسلنا

    مركز ذو الفقار للدراسات و الابحاث الاستراتيجية و حقوق الإنسان .... و هو مؤسسة خاصة بحثية مستقلة تعنى بالشأن العام في العراق وتأثيرات محيطه الاقليمي والدولي عليه.