بعد انتهاء الحرب العالميه الاولى وتوقيع معاهدة لوزان تغير شكل الدولة التركيه بشكل جذري وفرضت عليها شروط كثيره حجمت من استغلالها للموارد الاقتصاديه وتطوير الصناعات العسكريه وبعض الصناعات الحساسه الاخرى وبعد مرور مايقارب ٩٨ عام على هذه المعاهدة والتي لم يبقى على انتهائها سوى سنتين يقترب الاتراك اليوم من بداية مرحلة جديده للدوله التركيه ومن الممكن التكهن بمايحدث مستقبلاً بالاعتماد على عدة امور مهمه منها النهج السياسي والصناعي والعسكري والاقتصادي لتركيا خلال الـ ٢٠ سنة الماضيه ونلاحظ النقلات النوعية المهمة على هذه الاصعدة والتي سيحين الاتراك استغلالها على الارض والتي ستشكل حجر أساس في جميع المفاوضات القادمة وستجعلهم لاعب اساسي ومهم ليس فقط على مستوى المنطقة بل على مستوى العالم.
في الحقيقة لتركيا نقاط قوة مهمة وهي الموقع الجغرافي المهم والذي يمثل نقطة ربط مهمه بين اسيا واوربا إضافةً للموارد البشريه والثروات الطبيعيه، وعمل الاتراك خلال الـ ٢٠ سنة الماضيه على استغلال هذه الموارد بالشكل الامثل فنرى اليوم تركيا من كبار المصنعين على جميع المستويات وحجم الصادرات التركيه ونوعية الصادرات خير دليل على ذلك ناهيك عن تطور قطاع السياحه وقطاع الزراعه وجذب الاستثمار الخارجي من خلال برامج استثمار مدروسة بعناية وتصب بصالح الدولة في نهاية المطاف .
اما بالنسبة للصعيد العسكري :
رغم الموقع الجغرافي المهم لتركيا الا انه يعتبر مثلث ازمات قوقازية بلقانية شرق اوسطيه فنرى اليوم الجيش التركي يمتلك قواعد في دول مهمة في المنطقة ويمسك بالارض في دول اخرى من خلاله او من خلال مليشيات مسلحة من هذه الدول ومن الممكن النظر لهذا الأمر كنواة لتأسيس جيش شبيه بالجيش الانكشاري في الامبراطورية العثمانية، فله قاعده في دولة قطر وفي السودان وله تواجد مهم وسيطره كبيره على الارض في ليبيا مما يعطه مساحة مهمة في البحر المتوسط قبالة السواحل الاوربية وشمال الغرب السوري وضمنياً في شمال الشرق السوري، ومن الجدير بالذكر النصر الذي تحقق لاذربيجان في حربها مع ارمينيا والذي اكدت به تركيا كونها لاعب مهم في المنطقه اضافه إلى كون تشكيل هذه الحرب دعاية مجانية لنوعية السلاح التركي ولانغفل عن ذكر ان اول حاملة طائرات تركية ستدخل للخدمة في الجيش التركي قريبا.
-الصعيد الاقتصادي بلغ حجم الصادرات التركيه خلال ٢٠٢٠
١٦٩،٥ مليار دولار
وفي مقدمة الدول المستوردة هي الولايات المتحده واسرائيل وكوريا الجنوبيه
وبنسبة اكتفاء ذاتي عالية جداً ولا نغفل عن كون
مضيق البسفور من اهم العقد الملاحية بالعالم ويمر عبره جزء كبير ومهم من التجارة العالمية ويعتبر المضيق من ضمن المياه الدولية وفقاً لمعاهدة لوزان التي ستنتهي في عام ٢٠٢٣ وتعود السيادة التركيه كامله على المضيق الأمر الذي سيمثل إضافة اقتصادية وسياسية كبيره وورقة ضغط مهمة عالمياً .
اما على صعيد الطاقة سيتمكن الاتراك من استغلال الموارد الطبيعية في الخدود البحرية مع اليونان واوربا والتي بدأت تركيا بالفعل التنقيب عنها خلال الاعوام الماضية مما سيجعلهم مكتفين ذاتياً من الطاقة إضافة الى تصدير الفائض ويمر ضمن الاراضي التركية خطوط نقل الغاز من روسيا إلى اوربا و كونها عقدة طرق مهمه ضمن طريق الحرير الصيني.
_وفيما يخص التحالفات الفعالة في وضع المنطقة الحالي:
اتسمت العلاقة بين تركيا وايران ومنذ تأسيس الدولتين الحديثة بعلاقة جيدة لاتخلوا من بعض الازمات الي تجد طريقها إلى حل وذلك لعدم وجود نقاط تقاطع بين السياستين في الوقت الحالي فضلاً عن الأفكار التوسعية للبلدين.
تعتبر العلاقه بين تركيا وروسيا علاقة شراكة تكتيكية تخضع لظروف المرحلة بهذه الكلمات يمكننا وصف العلاقات التركيه الروسيه ان جاز التعبير.
الطموح التركي في العالم الإسلامي:
يعلم الجميع ان الامبراطورية العثمانية حكمت اجزاء كبيرة جداً من العالم الاسلامي واجزاء مهمة من اسيا واوروبا وانتهت هذا السيطره مع انتهاء الامبراطورية العثمانيه بعد الحرب العالميه الاولى اليوم وبعد النقلة النوعية للدولة التركية وتمكنها من لعب ادوار اكبر ومنافسة القوى الاقليمية والتي خسرت كثير من الاوراق التي كانت تمتلكها بل ومنافسة دول المركز نفسها على صعيد القضايا الإسلامية وإستمالة الشعوب بالعزف على هذا الوتر.
في النهاية ان المنطقة مقبلة على تغييرات كبيرة ومهمة ستضهر بعد انتهاء اتفاقية لوزان ٢٠٢٣ والتي ستترك اثرها الكبير على الخريطه الجديده للمنطقة خلفاً للخريطه الحالية والتي هي نتاج لاتفاقية لوزان وسايكس بيكو نفسها.
*يمنع منعاً باتاً استخدام المعلومات والنصوص الخاصه والواردة في هذا الموقع الا بأذن مسبق من ادارة المركز